صباح الفن

«ألزهايمر.. لص الذاكرة»

انتصار دردير
انتصار دردير

مع تجاوز عدد مرضى الدمنشيا أو «ألزهايمر» نحو 55 مليونا حول العالم ومع تزايده سنويا بنحو عشرة ملايين حالة جديدة، وفى ظل أرقام الإصابات فى مصر (تتراوح بين 400 و600 ألف حالة) وفقا لإحصائية الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء 2020 ، تزداد الحاجة لأهمية الوقاية والوعى والاكتشاف المبكر، والفهم لكيفية التعامل مع المريض لضمان استقرار حالته وعدم تفاقمها، وفى كتابها « ألزهايمر لص الذاكرة» تقدم زميلتنا الكاتبة الصحفية هبة حسين خلاصة أبحاث علمية وأراء طبية ناقشتها مع كبار الأطباء المختصين فى مصر وخارجها، ومع حالات مرضية رصدتها بنفسها عبر زيارات عديدة للمستشفيات، وكتب أجنبية استطاعت أن تتحصل عليها لتقدم لنا أول كتاب عربى شامل عن مرض «ألزهايمر» بين الوقاية والتعايش لتبدد مخاوف البعض من اعتقاد إصابتهم بالمرض أو انهم فى طريقهم لذلك بسبب تعرضهم للنسيان، وتطمئنهم بأنه ليس كل نسيان زهايمر، فنسيان المفاتيح أوالنظارة الطبية مثلا لايعد كذلك وإنما يرجع لعدم تركيز الشخص عند وضع الأشياء فى مكانها وبالتالى لايسجلها المخ فينساها الإنسان.

كما تدفع المؤلفة فى الكتاب لتعامل إنسانى مع المريض من خلال مقدمى الرعاية لهم سواء من أسرته أو آخرين، بل أنها تهدى لهم الكتاب إيمانا منها بالعبء الذى يقع عليهم وبأهمية ما يقومون به فى سبيل رعاية المريض فى مراحل المرض المختلفة، وتتطرق أيضا لمراحل ماقبل الاكتشاف والتشخيص من خلال مؤشرات تمثل عوامل الخطر التى يجب عدم الاستهانة بها، لأن الاكتشاف المبكر كما فى كافة الامراض يعده الأطباء ضرورة حتى يمكنهم من إبطاء تدهور حالة المريض.

لايتصور البعض أن السينما يمكن أن تقوم بدور إيجابى فى مواجهة «الدمنشيا» لكن هبة حسين تفرد فصلاً بكتابها عن «ألزهايمر فى السينما» مستعرضة أفلاما تناولت أزمة مرضاه من بينها» مازلت أليس»، لجوليان مور و»الأب» لأنتونى هوبكنز، «بتوقيت القاهرة» لنور الشريف وإخراج أمير رمسيس، «5 جنيه» لصفية العمرى وإخراج محمد أديب وفق رؤية للطبيب السودانى المقيم بلندن د. خالد على الذى يؤمن بأهمية السينما فى خدمة الطب، وأن الأفلام  يمكنها أن تكون مصدرا لتدريب وتعليم مقدمى الرعاية وكسب التفاعل والترفيه للمرضى ومن يرعونهم.

17 فصلا يضمها كتاب «ألزهايمر لص الذاكرة» وقد أرادته المؤلفة «علما ينتفع به» وهو كذلك بالفعل.